شعر عن الدنيا قال تعالى: (وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور)، الدنيا ايام وليالي نعيشها
وعمرا طويلا، ولكنه مهما طال فانه لن يستمر ومهما تمتعنا وسعدنا بها او شقينا فانها
زائلة لاتدوم لا للغني ولا للفقير، فالكل في هذه الدنيا مسافرون لذلك يجب ان نفهم
غاية وجودنا في هذه الدنيا لنعيش بسعادة وننعم بالرضى. لقد خلق الله الحياة الدنيا ووضع
فيها البشر لعبادته واعمار الارض، وفضل الناس بعضهم على بعض درجات بالتقوى، فاذا استسلمنا لهذا
الامر وعرفنا انه لن يصيبنا من الدنيا من خير او شر الا ما كتبه الله
لنا فاننا سنشعر بالراحة ولانتاسف على ما فاتنا من رزق او خير فيها، والدنيا كما
ذكرت في القران الكريم انها دار شقاء لا دار بقاء ولكن لايعني ذلك ان لا
نعيشها ولا يعني ان نتعامل بسلبية، بل يعني الا نجعل السعي وراء ملذاتها اهم غايتنا.
شعر علي بن ابي طالب النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السعادة فيها ترك
ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها فان
بناها بخير طاب مسكنه وان بناها بشر خاب بانيها اموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب
الدهر نبنيها اين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكاس الموت ساقيها فكم مدائن في
الافاق قد بنيت امست خرابا وافنى الموت اهليها لا تركنن الى الدنيا وما فيها فالموت
لا شك يفنينا ويفنيها لكل نفس وان كانت على وجل من المنية امال تقويها المرء
يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها ان المكارم اخلاق اخلاق مطهرة الدين اولها والعقل
ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها
واللين باقيها والنفس تعلم انى لا اصادقها ولست ارشد الا حين اعصيها واعمل لدار غدا
رضوان خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها انهارها
لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها والطيرتجري على الاغصان عاكفة تسبح الله
جهرا في مغانيها من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها