شجاعة عمر بن الخطاب كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا شجاعا لا يخشى
الموت او يهابه ، و كان اول من يتقدم الصفوف في ساحات المعارك و الوغى
، و قد تحدى عمر بن الخطاب قريشا باسلامه دون ان يخشى في ذلك بطش
احد ، و قد ناله ما ناله من الاذى و التنكيل الا انه ما نالت
منه قناة او وهنت له عزيمة و عندما اذن الرسول صلى الله عليه و سلم
بالهجرة الى المدينة المنورة ، هاجر كل المسلمين سرا الا عمر بن الخطاب رضي الله
عنه ، فقد اعلن عن هجرته و جهر بها و هاجر جهارا في النهار عن
علي بن ابي طالب :ما علمت ان احدا من المهاجرين هاجر الا مختفيا الا عمر
بن الخطاب فانه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده اسهما واختصر
عنزته ومضى قبل الكعبة والملا من قريش بفنائها فطاف بالبيت سبعا متمكنا ثم اتى المقام
فصلى متمكنا ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم : شاهت الوجوه لا يرغم
الله الا هذه المعاطس من اراد ان تثكله امه ويوتم ولده ويرمل زوجته فليلقني وراء
هذا الوادي . قال علي : فما تبعه احد الا قوم من المستضعفين علمهم وارشدهم
ومضى لوجهه. بعد الهجرة الى المدينة المنورة ، صحب عمر بن الخطاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم في كل غزواته ، و لم يتخلف او يتوانى عن غزوة
واحدة ، و قد ارسله رسول الله صلى الله عليه و سلم اميرا على بعض
السرايا و سلمه الراية في غزوة خيبر ، و قد قاتل قتال الابطال هو و
كل من معه ، الا ان حكمة الله تعالى لم تشا ان يفتح ذلك الحصن
على يده