قصة الدرهم الواحد
يحكى ان امراة جاءت الى احد الفقهاء، فقالت له: لقد مات اخي، وترك ستمائة درهم،
ولما قسموا المال لم يعطوني الا درهما واحدا!
فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لاخيك زوجة وام وابنتان واثنا عشر اخا.
فتعجبت المراة، وقالت: نعم، هو كذلك.
فقال: ان هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك، وهو يساوي (75
درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولامه سدس المبلغ، وهو يساوي (100 درهم)، ويتبقى
(25 درهما) توزع على اخوته الاثنى عشر وعلى اخته، وياخذ الرجل ضعف ما تاخذه المراة،
فلكل اخ درهمان، ويتبقى للاخت- التي هي انت- درهم واحد.
قصة المراة الحكيمة
صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم الا يغالوا في
مهور النساء، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يزيدوا في مهور النساء
عن اربعمائة درهم؟ لذلك امرهم الا يزيدوا في صداق المراة على اربعمائة درهم.
فلما نزل امير المؤمنين من على المنبر، قالت له امراة من قريش: يا امير المؤمنين،
نهيت الناس ان يزيدوا النساء في صدقاتهن على اربعمائة درهم؟ قال: نعم.
فقالت: اما سمعت قول الله تعالى: {واتيتم احداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).
فقال: اللهم غفرانك، كل الناس افقه من عمر.
ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا ايها الناس اني كنت نهيتكم ان تزيدوا في مهور
النساء، فمن شاء ان يعطي من ماله ما احب فليفعل.
- محاضرات مؤثرة