الحمد للة المتفرد بالعزه و الجبروت و البقاء, اذل اصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء, فاذا هم مردودون فالحافرة, احمدة سبحانة جعل الموت مخلصا للاتقياء, و سوء منقلب للاشقياء, اذا ذكر الموت فاذا قلوبهم نافرة, و اشكرة و اثنى علية فلة الانعام بالنعم المتظاهرة, و له الانتقام بالنقم القاهرة, و اشهد الا الة الا الله و حده لا شريك له, له الحمد فالاولي و الاخرة, و اشهد ان سيدنا و نبينا محمد عبدة و رسوله, ارسلة لانفاذ امره, و انهاء عذره, و تقديم نذره, فايدة بالحجج الباهرة, صلي الله و سلم علية و علي الة و اصحابة و التابعين و من تبعهم باحسان الي يوم الدين.
اما بعد:
ايها الناس اوصى نفسى و اياكم بتقوي الله فمن لا يتقى الله تتشابة علية السبل (( ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا))
عباد الله :
ها نحن نعيش ايام الامتحانات التي غيرنا بها البرامج و اجلنا بها الترفية و عزمنا بها علي الجد و الاجتهاد لتحصيل اعظم الدرجات و نيل المقدمه فالمرتبه و ذلك هو شان العقلاء يبذلون الجهد لينالوا الفوز و الفلاح .
وجدير بنا ان نتذكر فهذا الوقت امتحان ربنا و وقت انتقالنا لنعمل كالعقلاء فنفوز و نفلح.
ايها الناس:
من خاف الوعيد قصر علية البعيد , و من طال املة ضعف عملة , و جميع ما هو ات قريب.
ان الله لم يخلقكم عبثا , و لم يترككم سدا, فتزودوا من دنياكم ما تحرزون بة انفسكم غدا, فالاجل مستور و الامل خادع.
نشيع الجنائز و نمشى معها و نحن فغفله عنها نتكلم كلام الدنيا و نري مواكب الاموات تمر بنا فلا نفكر و لا نعتبر و لا نقدر اننا سنموت كما ما توا و ما ت من كان اصح منا و كان اشد منا قوه و اكبر سلطانا و اكثر اعوانا فما دفعت عنة الموت صحتة و لا حماة منة سلطانة و لا اعوانة نعرف بعقولنا ان الموت كوب سيشرب منها جميع حى و لكننا ننسي هذة الحقيقه بشعورنا و عواطفنا و تحجبها عنا شواغل يومنا و توافة دنيانا يقول جميع و احد منا بلسانة ان الموت حق و انه مقدر علي جميع حى ,ويقول بفعلة لن اموت لقد كتب الموت علي جميع نفس الا نفسى فلا يزال فالعمر فسحة و لن ياتينى اجلى ابدا
ايها الاخوة:
اهل الغفله اعمارهم عليهم حجه , و ايامهم تقودهم الي شقوه , كيف ترجي الاخره بلا عمل , و كيف تكون التوبه لمن طال بة الامل.
يا اهل الغفلة:
هذة الدنيا كم من و اثق فجعتة , و كم من مطمئن صرعته, و كم من مختال اذلته, و كم من غنى افقرته,
اتدرون يا من ثقل عليكم ذكر الموت و يا من مللتم من التذكير بة :
يقول رسولكم صلي الله علية و سلم (( اكثروا من ذكر هادم اللذات )) اخرجة و صححة الالباني
كلام مختصر و جيز فمن ذكر الموت حاسب نفسة و لكنا و نحن اهل الغفله نحتاج الي تطويل الخطاب و تزويق الالفاظ
لقد و قف نبيكم صلي الله علية و سلم علي شفير قبر فبكي حتي بل الثري بعدها قال (( يا اخوانى لمثل ذلك فاعدوا ))
ولما سئل علية الصلاه و السلام من اكيس الناس قال (( اكثرهم ذكرا للموت و اشدهم استعدادا له , اولئك الاكياس ذهبوا بشرف الدنيا و كرامه الاخرة))
وقال علية الصلاه و السلام (( الكيس من دان نفسة و عمل لما بعد الموت))
ايها المؤمنون:
اذكروا الموت و السكرات, و حشرجه الروح و الزفرات, فمن اكثر ذكر الموت عجل التوبه و نشط علي العباده و قنع بالقليل
ايها العصاه توبوا قبل ان تموتوا يروي عن حبيبكم و رسولكم الناصح لكم صلي الله علية و سلم (( بادروا بالاعمال قبل ان تشغلوا فهل تنتظرون الا فقرا منسيا او غني مطغيا او مرضا مفسدا او هرما مفندا او موتا مجهزا او الدجال فشر غائب ينتظر او الساعه فالساعه ادهي و امر ))
عباد الله
اكثروا من زياره القبور فانها تذكركم بالاخره اعتبروا بمن صار تحت التراب و انقطع عن الاهل و الاحباب اتقوا الله و ارجوا الاخره دار لا يموت ساكنها و لا يخرب بنيانها و لا يهرم شبابها يتقلب اهلها فرحمه ارحم الراحمين (( دعواهم بها سبحانك اللهم و تحيتهم بها سلام و احدث دعواهم ان الحمد للة رب العالمين)
بارك الله لى و لكم فالقران العظيم و نفعنا بما فية من الايات و الذكر الحكيم اقول ما تسمعون و استغفر الله العظيم لى و لكم و لسائر المسلمين انه هو الغفور الرحيم.
- خطب دينيه
