اجمل كلمات احلى صور حلوة عليها كلام

الاسلام ضد العنف والارهاب

الاسلام ضد العنف والارهاب 68579 131153660408264 1728219822 N

الاسلام ضد العنف والارهاب 20151130308

لقد حدث خلط فاضح ولبس خطير بين مفاهيم الاسلام ومفاهيم الثقافة الغربية وبخاصة في مفهوم
“الارهاب”. ولم يكن ذلك نتيجة الصراع الحضاري والفراغ العلمي والفكري في حاضر الامة الاسلامية فحسب،
بل يقف وراء ذلك بعض القوى المعادية للاسلام وثقافته وحضارته وامجاد امته وتاريخها المشرق بالاسهام
الحضاري والانجاز الثقافي المبدع.

لقد الصقت عن سبق اصرار بعض المفاهيم الشائنة والمستهجنة التي ترسبت في البيئة الغربية وتجذرت
في تاريخها، وباتت رموزا ومصطلحات للافعال القبيحة الهمجية والشريرة، الصقت تلك المفاهيم البغيضة بالاسلام واسقطت
على بعض مفاهيمه -كمفهوم “الجهاد” و”الدعوة”- امعانا في تشويه صورة الاسلام، واستنزال امته الى حلبة
صراع مفتعل ومواجهة مدروسة بغية النيل منها، واحلال ثقافة العولمة في نموذجها المغاير لحقائق الامة
في قيمها الخلقية ومبادئها الايمانية ومنطلقاتها وغاياتها، بل المناقض في كثير من الاحوال لاسسها التي
قامت عليها، واهدافها التي تضطلع بها وتسعى لتحقيقها وفقا لرسالتها في الحياة. ان الموضوع جد
طويل، بيد انني ساركز الحديث هنا عن حقيقتين:

1- سماحة الاسلام

كون الاسلام دينا سماويا الهيا ربانيا، ينبذ العنف والارهاب، ويامر بالرفق والرحمة والعدل والاحسان، شانه
في ذلك شان الاديان السماوية قبل ان يطرا عليها التحريف والتبديل، قال تعالى: (وما ارسلناك
الا رحمة للعالمين)(الانبياء:107)، وقال: (ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)(النحل:90).

هذه حقيقة نابعة من جوهر الاسلام ومثله العليا، وصفة من صفاته، وسمة لازمة لعقيدته وشريعته
واخلاقه ومبادئه وقيمه وهديه وتعاليمه وادابه، وهي كذلك حقيقة تاريخية انطلق منها حملة الاسلام في
شتى مجالات الحياة، وفي علاقاتهم بالاخر افرادا وجماعات وامما وشعوبا، بل وحتى مع موجودات الحياة
وعناصر البيئة من حيوان ونبات وطير وحيتان وانهار وبحار وهواء وغابات واحراش، ومع منارات الارض
ومعالم الطبيعة ومكوناتها، وكانوا منضبطين في التعامل مع ذلك كله بضوابط الاسلام الشرعية والعقلية والمنطقية،
بما حقق لها الانسجام مع نواميس الكون وطبائع الاشياء وسنن الفطرة. سواء في فتوحاتهم، او
في تعاملاتهم التجارية مع الشعوب المختلفة، او حين سياحتهم وتنقلاتهم ورحلاتهم في فجاج الارض واقطارها
واقاليمها القريبة منهم والبعيدة، ونحو ذلك من المظاهر التي صاحبت انتشار الاسلام وظهوره وسيادته.

هذا هو المسار العام لتاريخ الاسلام ونشوء حضارته، والطابع المميز لامة الاسلام وتاريخها سلما وحربا
دعوة وجهادا. ولم يند عن ذلك الا حالات شاذة وقليلة لا يتاتى عليها القياس لا
في الماضي ولا في الحاضر، ولا يصح ابدا ان يستدل بها -في عرف المنصفين وذوي
الالباب من مختلف الديانات والثقافات- بما يعمد اليه نفر نكرة عن الاسلام وثقافته، من الجهلة
والموتورين والمحبطين واليائسين واصحاب السوابق الاجرامية والافكار الشاذة المنحرفة الهدامة، الذين يحسبون على الاسلام وثقافته
-من المنظور الغربي- صلفا واعتسافا، في حين انهم كانوا دوما -وسيظلون- اداة بيد القوى المعادية
للاسلام في القديم والحديث شعروا بذلك ام لم يشعروا، ادركوا ذلك بطريق مباشر او غير
مباشر ام لم يدركوا.

واذا كان الاسلام في حقيقته ينبذ العنف والارهاب وكل اشكال القسوة والظلم والعدوان، ويحث على
الرفق والتسامح ويامر بالعدل والاحسان -وهذه الحقيقة من المسلمات المستقرة في عقل كل مسلم ووجدانه-
فان ما يشاع عن الارهاب وعلاقته بالاسلام وامته قد ساعد عليه عاملان مهمان:

الاول: كون الارهاب قد الصق -ظلما وعدوانا- بالاسلام في الوقت الراهن عبر وسائل الاعلام الغربية
المختلفة، وبخاصة تلك الوسائل الموجهة لخدمة الاصوليات الدينية والعنصرية والصهيونية، ومما زاد الطين بلة صلة
تلك الوسائل باصحاب القرار السياسي، وسعة نفوذها الفكري والسياسي والاقتصادي.

والثاني: ظهور بعض الجماعات المتطرفة وانتهاجها اساليب العنف والعدوان، والبحث عن مرجعية فقهية يستندون اليها
ويفسرون بها نصوص الكتاب والسنة، متجاهلين المناهج العلمية التي اصلها علماء الامة وما تقتضيه من
علم شرعي ومشروعية على مستوى قيادات الامة الفكرية والسياسية، ومصالحها العليا وظروفها التاريخية وواقعها الثقافي
والحضاري. ومما يؤسف له ظهور انصاف المثقفين والمتعلمين الذين اقحموا انفسهم في التنظير والتدليل بما
يذكي نار الفتنة ويحرج الامة، حتى بلغ الامر ببعض الكتاب ان يكتب مقالا بعنوان “الاسلام
دين الارهاب”، مؤصلا لما يعنيه لفظ “الارهاب” في اللغة العربية الاسلامية، متناسيا او متجاهلا ما
يحدثه اتحاد اللفظ مع اختلاف المضامين، ناهيك عن الخلفيات والايحاءات والتحرشات التي يعاني منها واقع
الامة الاسلامية في صراعها وازمتها الحضارية في سياق اصبحت المصطلحات جزءا من ذلك الصراع وتلك
الازمة.

2- الارهاب مصطلح غربي

كون الارهاب ظاهرة غربية في جذورها وتطوراتها التاريخية، وفي منطلقاتها واهدافها وغاياتها، وكذلك في وسائلها
واساليبها، وهذا ما تؤكده الدراسات والبحوث العلمية. ان المتامل في مفهوم الارهاب كطرح غربي يقف
على الاتي:

اولا: قدم هذا المفهوم كممارسة حدثت وتحدث على مدار التاريخ الغربي منذ العهود الرومانية وحتى
العصر الحديث الا ما ندر. فقد استخدم حكام الرومان من امثال (Tiberius 14-37) و(Aligula 37-41)
العنف ومصادرة الممتلكات والاعدام كوسائل لاخضاع المعارضين لحكمهم. كذلك الجماعات التي نشطت في التاريخ الاوربي
وانتهجت القرصنة والارهاب، مثل جماعة “الفايكنج” التي نشطت ما بين القرن الثامن والحادي عشر للميلاد،
وبثت الارهاب والرعب في مناطق واسعة من اوربا. ثم جاءت الحروب الصليبية التي لم يشهد
التاريخ كعدوانيتها، ومع ذلك كانت تلك العدوانية مقبولة في ثقافة الغرب لمدة بلغت من الطول
حدا لا يسمح لها بالاختفاء على حد تعبير “كارفين رايلي”. ثم محاكم التفتيش التي قام
بها الاسبان ضد الاقليات الدينية والمسلمين بخاصة كاهم المحطات الرئيسية في تاريخ الثقافة الغربية، ناهيك
عما احدثته الحروب الصليبية في بيت المقدس وما حوله من الفظائع التي يندى لها الجبين
في تاريخ العالم الغربي الديني.

وعلى نحو من ذلك، مارست الدول الحديثة في الغرب الارهاب كخطة سياسية للدولة، كدولة “هتلر”
النازية في المانيا، وحكم “ستالين” في الاتحاد السوفيتي، حيث تمت ممارسة ارهاب الدولة تحت غطاء
“ايديولوجي” لتحقيق مارب سياسية واقتصادية وثقافية.

وعلى مستوى الجماعات والمنظمات، فان التاريخ الحديث للغرب شهد الكثير من ذلك، مثل جماعة “بادر
ماينهوف الالمانية”، ومنظمة “الالوية الحمراء الايطالية”، و”الجيش الجمهوري الايرلندي”، وغيرها كثير.

ثانيا: والانكى من ذلك ان يرتكز العنف والارهاب على اصوليات دينية ونصوص مقدسة، يقول “كارفين
رايلي”: “لقد اكتسبنا القدرة قبل الحروب الصليبية بعهد طويل على تبرير اشد افعالنا بربرية؛ باسم
الله او باسم الحضارة المسيحية او باسم العالم الحر، وهي الصورة العلمانية لهذه الحضارة. فالثورة
العبرانية حاملة بالفظائع التي اصر “شعب الله المختار” على انها ترتكب باسم الرب، وقلما نجا
المصريون او القبائل الكافرة من انتقام “الرب الغيور”، وقد ظل المسيحيون على ايمانهم بهذا المنتقم.
وفي نهاية القرن الرابع ردد كثير من المسيحيين في “روما” دعوة “امبروز” للدفاع عن “بلدهم”
ضد البرابرة منعدمي الانسانية الذين لم يكونوا سوى “كلاب” على حد تعبير اسقف اخر”.

مما يؤسف له، ان هذه الاصوليات تطفح في العهد الراهن على سطح السياسة الغربية، وتتنامى
الاصوليات الاخرى بدعم منها او تقليدا لها.

ثالثا: مما يلاحظ على تاريخ الغرب ان ثقافته ترتكز على محفز حضاري يتمثل في تصور
عدو متربص يتاهب بين الحين والاخر للانقضاض عليه ويستهدف منجزاته الحضارية، كي يقوم بنسفها وارهاب
شعوبه وتصفية قادته وزعمائه. وبعمل ماكر لئيم من القوى المعادية للاسلام، استغل الوضع الراهن ولا
سيما بعد سقوط الشيوعية وما احدثه ذلك من فراغ في تلك الجدلية الفكرية التاريخية، فدفع
بالاسلام تحت مسمى “الخطر القادم”، وهب المغرضون والناقمون والماجورون للتنظير لذلك، والتدليل عليه بما يرتكبه
بعض الحمقى والموتورين والمغفلين ممن ينتسب للاسلام، وتورط في انتهاج الارهاب واستحلاله ضد الاخرين وضد
ابناء ملته، وتطورت الاوضاع تحت انشطة مشبوهة وتحت مسميات مختلفة ومسوغات ملفقة يبرا منها الاسلام
وامته، حتى كانت قاصمة الظهر (احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001)، واذا بالمواجهة مع الاسلام
تحت مسمى “الحرب على الارهاب” واقع مفروض لا مفر منه، واذا بالامة الاسلامية تستنزل في
ميدان فرض عليها وبمنطق المتنفذ المتحفز للاخذ بالثار المخدوش في كرامته وكبريائه. وختاما اود التنبيه
الى النقاط الاتية:

1- النظر في المفاهيم والمصطلحات التي توظف في المعترك الحضاري او يسوق لها سياسيا، كمفهوم
العنف والارهاب، بمنهجية تختلف عن ما اعتاده الباحثون المسلمون من تاصيل المفاهيم المثارة في الساحة
الفكرية من خلال بحثها في اللغة العربية، ثم في القران الكريم، ثم في السنة النبوية،
وما تواضع عليه العلماء المسلمون في صدر الاسلام وتاريخه الماضي… فعلى اهمية هذه المنهجية في
التاصيل، الا انه ينبغي اعتماد المنهجية الملائمة لمثل هذه المفاهيم والمصطلحات، بحيث تعتمد على استقراء
تلك المفاهيم في الساحة الفكرية، وفي الاوساط الاعلامية والسياسية، والمؤسسات العلمية الغربية والمنظمات والهيئات الرسمية
وغير الرسمية، والغوص في دلالاتها من خلال البيئات التي نشات وتطورت فيها، ولها خلفياتها الدينية
والثقافية والتاريخية في سياق الحضارة الغربية، ثم مقارنة تلك المعاني والمفاهيم والدلالات بما يقابلها في
الحضارة الاسلامية وثقافتها، لئلا يقع المسلمون في شراك اختلاف المفاهيم والمضامين والدلالات.

على ذلك، فان المتتبع لمعنى الارهاب -بخاصة في الثقافة الغربية سواء في القديم او الحديث-
يجد انه يختلف عن معنى الارهاب الوارد في القران الكريم والسنة النبوية والمعاني المعهودة في
الثقافة الاسلامية، وان ما يقابله في الحضارة الاسلامية هو الاجرام المركب من “الفساد في الارض،
والحرابة، والظلم والعدوان”، وكل هذا يحرمه الاسلام ويجرمه اشد التجريم ويفرض على مرتكبيه عقوبات صارمة.

2- اهمية الانصاف والنزاهة والايجابية في النظر لتاريخ الامم والشعوب، وعدم التوافر على صفحات دون
اخرى سواء السلبية او الايجابية. فان النظرة الشمولية الموضوعية العلمية المنهجية النزيهة جديرة بالانصاف والتعقل،
و”الحكم على الشيء فرع عن تصوره”.

الاهم من ذلك، العمل الايجابي على ابراز القدر المشترك بين الامم والشعوب في ثقافاتها وادابها
وركائزها الانسانية النبيلة والسامية، ليتاتى للبشر العيش بسلام وتعاون في ظل نظام عالمي متحد في
اطاره الحضاري، متنوع في ثقافاته، يحفظ لكل امة ذاتيتها المتميزة بعقيدتها وشريعتها وادابها واخلاقياتها وتراثها
الحضاري الخاص، ويوحد بينها فيما تفرضه حضارة العصر ومنجزاتها التي هي في الحقيقة موروث بشري
عام اسهمت فيه الامم والحضارات وقامت بالاسهام الحضاري للاسلام وامته -الذي يعترف به المنصفون-ان يؤهل
المسلمين للفاعلية الحضارية من جديد، ويؤكد على احقيتهم في الملكية الفكرية، وانهم في صميم التاريخ
الحضاري وفي بنيته الاساس، وليسوا شعوبا خاملة عاشت وتعيش على هامش التاريخ والحضارة.

3- اذا كان هذا المقال قد ركز على حقيقتين مهمتين هما: سماحة الاسلام وبراءته من
الارهاب، والارهاب مصطلح غربي نشا في الغرب وتطور فيه، فان القصد من ذلك اضاءة لما
غيبته التيارات المناوئة للاسلام وامته، وليس القصد وصم الغرب بالارهاب، اذ جاءت الحضارة الغربية بمعطيات
حضارية، وارتكزت على قيم انسانية افادت الانسان ونهضت به، ولها تطبيقاتها الديمقراطية وايجابياتها المعتبرة في
مجال حقوق الانسان ورعايتها وتحقيق العدالة من خلال اجراءات قانونية وانظمة مدنية راقية. بيد ان
الخلل يكمن في المتامرين على السلام من اصحاب المصالح الشخصية والمطامع الذاتية التي لا تقنع
بالمشروع ولا تعترف بالاخر. ولكن لا يحيق المكر السيئ الا باهله، حمى الله الاسلام وحفظ
المسلمين ووفقهم لما فيه صلاح انفسهم وصلاح البشر.

  • الاسلام والارهاب
  • قصص اسلاميه ضد الارهاب
  • صور لمسيرة اطفال ضد الارهاب
  • الاسلام والعنف
  • صورة كلمات اسلامية عن المسيحيينن
  • معنى العنف والإرهاب
  • الاسلام دين الارهاب
  • الارهاب والتطرف في الاسلام
  • الارهاب ضد الاسلام في كومبىا
  • العنف في الاسلام
السابق
قصص تاريخية اسلامية
التالي
رسائل دينية قصيرة